الكولوسيوم ( المدرج الروماني ) ذلك الهيكل الروماني الأيقوني الذي يمثل أكبر مدرج دائم وأكثرها تعقيدًا في العالم القديم.
يعد مدرج فلافيان ، المعروف باسم الكولوسيوم ، أحد أروع المعالم المعمارية في العالم القديم. بُني في القرن الأول بعد الميلاد ، ويُذكر إلى حد كبير بأنه موقع للترفيه عن طريق الدم يتضمن مصارعين وحيوانات برية وغير ذلك. ولكن باعتبارها واحدة من أفضل المباني القديمة الباقية والأكثر شهرة في روما ، فإنها تظل نصبًا دائمًا لإحدى أكثر السلالات الحاكمة نفوذاً في الإمبراطورية الرومانية – وأعجوبة في الهندسة المعمارية والهندسة.
في هذا المقال
بعد أن أصبح فيسباسيان إمبراطورًا رومانيًا في عام 69 بعد الميلاد ، أطلقت سلالة فلافيان – التي تضم ابنيه ، تيتوس ودوميتيان – برنامجًا ضخمًا للبناء لاستعادة روما ، التي دمرتها النيران والطاعون والحرب الأهلية. خلال فترة حكم سلالة فلافيان الحاكمة (27 عامًا) ، قامت بتجديد المباني والتماثيل والمعالم الأثرية في جميع أنحاء المدينة. في عام 70 بعد الميلاد أمر فيسباسيان ببناء المدرج الجديد في وسط المدينة ، بتمويل من الغنائم من الحصار الروماني للقدس خلال الحرب اليهودية الرومانية الأولى. كان الكولوسيوم بمثابة رمز سياسي مثير لعودة المدينة إلى الظهور.
كان أيضًا اعجوبة معمارية وهندسية مبتكرة ، أكبر مدرج دائم وأكثرها تعقيدًا في العالم القديم. صُنع الكولوسيوم بشكل أساسي من الخرسانة ، 3.5 مليون قدم مكعب من الحجر الجيري ، وكميات مماثلة من الرخام والحجر والأخشاب ، وارتفع إلى 157 قدمًا (تقريبًا ارتفاع مبنى مكون من 15 طابقًا) ، بسعة تقدر بـ 50.000 إلى 80.000 شخص.
يقول ناثان إلكينز (نائب مدير جمعية النقود الأمريكية ومؤلف نصب السلالة والموت: قصة الكولوسيوم في روما والأباطرة الذين بنوه.) : “كان الكولوسيوم … جزءًا من مجموعة كاملة من المباني التي كان فيسباسيان وأبناؤه يشيدونها في جميع أنحاء روما كجزء من برنامج أكبر لمحو علامة [سلفهم] نيرون على المدينة – وتأييد إنجازاتهم”
بني الكولوسيوم في موقع ملكية نيرون ، دوموس أورا ، والذي يتميز ببحيرة اصطناعية وتمثال من البرونز يبلغ ارتفاعه 98 قدمًا لنيرون ( عملاق نيرو) . وأخذ اسمه من قربه من التمثال. (عندما انتحر نيرون عام 68 م صعد فيسباسيان الذي كان أحد جنرالاته إلى السلطة بعد حرب أهلية).
الكولوسيوم والنظام الاجتماعي الطبقي في روما القديمة
قدم بناء الكولوسيوم طريقة ذكية لسلالة فلافيان لإرضاء الاملاءات التي يفرضها التسلسل الهرمي الاجتماعي الصارم للمجتمع الروماني ، كما يقول إلكينز. جعل نيرو ممتلكاته في متناول الجميع لكن أعضاء مجلس الشيوخ لم يعجبهم الوصول الذي كان يسمح لعامة الناس . يقول إلكينز: “لكن من خلال بناء هذا المدرج الضخم ، يحافظ [فيسباسيان وأبناؤه] على هذه المنطقة كمكان للاستمتاع العام بالألعاب ويستخدمها أيضًا لتعزيز النظام الاجتماعي الروماني من خلال مقاعد هرمية”.
في ال Colosseum تحدد المكانة الاجتماعية والثروة والجنس مكان جلوس الناس. تم حجز أفضل المقاعد ، الأقرب إلى الساحة ، للإمبراطور ونبلاء مجلس الشيوخ. وفوقهم (الابعد) جلست فرقة الفروسية حيث أعضاء سلاح الفرسان السابقين الذين أصبحوا تجارًا وحرفيين وبيروقراطيين. وفوقهم ( الابعد) جلست نسبة 95 في المائة الأخرى من سكان روما: النساء ، والأجانب ، والرومان الفقراء والمستعبدون.
لتسهيل التدفق المنظم للأشخاص في جميع أنحاء الهيكل ، أعطى البناؤون ال Colosseum أربعة مداخل للقادة السياسيين والدينيين و 76 للمواطنين العاديين. كانت الممرات تفصل المجموعات الاجتماعية عن بعضها البعض ، مما يمنع المتفرجين من التحرك بحرية داخل المبنى. ولكن في حين أن المقاعد لم تكن متساوية لجميع المواطنين الرومان ، فإن العمارة البيضاوية للكولوسيوم أعطت الجميع رؤية للحركة على أرضية الملعب.
في جميع أنحاء روما القديمة ، تم بناء معظم المدرجات كأبنية مؤقتة مصنوعة من الخشب لألعاب المصارعة وغيرها من وسائل التسلية. يرجع تاريخ أقدم مدرج دائم معروف – بناء حجري لحوالي 20 ألف متفرج – إلى عام 80 قبل الميلاد. في بومبي.
لا يزال مهندس ال Colosseum غير معروف. كتب مؤرخ الفن بيتر لويس بونفيتو في كتابه World Architecture and Society: From Stonehenge to One World Trade Centre: “يرتبط شكل الكولوسيوم ارتباطًا وثيقًا بالهياكل السابقة المستخدمة للترفيه عن الحشود ، مثل المسارح اليونانية”. يستخدم تصميمه الكبير سلسلة رائعة من الأعمدة والأقواس والأقبية الأسطوانية.
يقول إلكينز ، إن أعظم ابتكارات الكولوسيوم كانت استخدامه للخرسانة. حيث قال: “البناء الخرساني هو حقًا ما سمح ببناء الكولوسيوم”. “ربما كان بناء الكولوسيوم هو الاستخدام الأكثر انتشارًا للهندسة والبناء بالخرسانة في تلك الفترة الزمنية.”
وفقًا للمهندسين المعاصرين ، يظل ال Colosseum قائماً بعد 2000 عام بسبب أساسه الخرساني الصلب. أجبر البناء في منطقة الأراضي الرطبة بالقرب من نهر التيبر ، مع ظروف التربة السيئة ، البناة على حفر أساس عميق وقوي لتثبيت الهيكل ، وفقًا لبرنامج هندسة روما ، وهو برنامج تابع لجامعة واشنطن يستكشف الهندسة الرومانية والإيطالية.
كما تضمن الكولوسيوم ابتكارات أخرى ، بما في ذلك نظام تصريف متطور يستخدم لشفط المياه المستخدمة لشن معارك بحرية وهمية في الساحة. كما تم توظيف البحارة لتشغيل المظلة العلوية القابلة للسحب ، والتي يمكن طرحها لحماية المتفرجين من المطر أو الحرارة الشديدة في روما. اضافة الى الشبكة المعقدة من الغرف والأنفاق الموجودة أسفل أرضية الملعب ، والتي تسمى hypogeum والتي تضم الدعائم والمشاركين . وقد سهّل نظام المدرج المبتكر للأبواب والبكرات والمصاعد على تكوين مداخل درامية للمشاهدين والمقاتلين على حد سواء ، مما سمح حتى للأفيال بالظهور كما لو كانت من العدم.
من الذي بنى الكولوسيوم فعليا وكيف تم تمويل البناء
في حين أنه من غير المعروف تكلفة بناء الكولوسيوم في العصور القديمة ، يعتقد العديد من العلماء أن الكولوسيوم تم تمويله جزئيًا من الغنيمة التي أخذها الجنود الرومان خلال غارة الإمبراطورية على معبد القدس خلال الحرب الرومانية اليهودية الأولى التي انتهت عام 70 بعد الميلاد. في الكولوسيوم يقرأ: أمر الإمبراطور تيتوس قيصر فيسباسيان أوغسطس بإنشاء المدرج الجديد من (عائدات بيع) الغنائم
كما يقال انه تم استخدام ما يقارب ال 100000 نم العبيد لبنائه
قد يعجبك : اليابان و قضية غليكو موريناغا التي لم تحلها
ارث ال Colosseum
بالإضافة إلى كونه نافذة على روما القديمة وبنيتها الاجتماعية ، فإن الكولوسيوم هو أيضًا أب جميع الملاعب الرياضية الخارجية الحديثة. يعد استخدام الكولوسيوم للأقواس لدعم الهيكل والشكل البيضاوي والنظام التنظيمي المستخدم للتحكم في دخول وخروج المشجعين بناءً على موقع مقاعدهم من العناصر الأساسية في معظم الملاعب الحديثة.
